يبني الإنسان خلال حياته علاقات عدة ومتنوعة منها ما تكون عابرة ووقتية كالتي تكون في الاسواق والشارع ... فما أن ينتهي هذا اللقاء إلا وتنتهي معه تلك العلاقة , وقد تستمر .
ومنها ما تكون طويلة الأمد كالعلاقات الأسرية وزمالة الدراسة والعمل ... الخ
وهانحن اليوم نعيش نوعاً أخراً من العلاقات ذات تأثير في حياتنا من الناحية الفكرية والثقافية بل والسلوكية !
ألا وهي العلاقة عبر الإنترنت وبالتحديد تلك العلاقات التي تنشأ من خلال
القنوات الحوارية في المنتديات .
إلا أن التعامل خلال هذا النوع من العلاقة أكثر صعوبة من تلك العلاقات التقليدية !!!!!!!!!!!!!!
فأنت هنا تتعامل مع رموز وأسماء فقط من خلال ما يكتبون
فلا ملامح ولا خلفيات تعينك على فهم المتحدث أو الكاتب !!!!!!!!!!!!!!
الأمر الذي يتطلب مزيداً من المهارات في التعامل , وفن الحوار ...
ومن خلال هذا الموضوع سوف أحاول ذكر بعض القواعد المهمة للتعامل في مثل هذه الحالة ..
فمن تلك القواعد :
إحسان الظن ..
ينبغي عليك أخي الكريم أختي الكريمة إحسان الظن , فعند قراءة موضوع ما فيه كلام يحتمل الصواب والخطأ أن تحمله على المحمل الحسن , ولا تتسرع في اتهام الكاتب بسوء القصد وأنه يريد كذا وكذا ...
فقد يكون الخلل من سوء فهمك ..
فكم من عائب قولاً سديداً ..... وآفته من الفهم السقيم
وقد يكون الخطأ من سوء تعبير الكاتب , وقد قيل :
في زخرف القول تزيين لباطله .... والحق قد يعتريه سوء تعبير
فالواجب علينا حينما يشكل علينا كلام ما ؛ الاستفسار من الكاتب وعن مراده ؟
فقد يُبيِّن لنا أمراً خلاف الظاهر فإياك وسوء الظن ..
فقد قال : ( إياكم وسوء الظن فإن الظن أكذب الحديث ) .
احترام وجهات النظر الأخرى !!
الناس متفاوتون في المدارك والأفهام , فأنت تقرأ لأناس لا تعرف أعمارهم ولا ثقافاتهم , فمن الطبيعي أن يكون لهذا التفاوت تباين في وجهات النظر .
فالذي ينبغي علينا تفهُم وجهات النظر واحترامها , مع ضرورة التقويم والتصحيح إن احتاج الأمر لذلك دون تجهيل أو تجريح , ولكن بالتي هي أحسن .
اختر من القول أحسنه ..
وإياك والعبارات التي تجرح الصدور وتسبب مفارقة القلوب , كالتنابز بالألقاب السيئة , أو الكلمات الإستفزازية !
وعليك بالعبارات الحسنة الجالبة لمحبة الآخر وكسبه .
فاحسن إلى الناس تكسب قلوبهم .... فلطالما ملك الإحسان إنساناً
التشجيع ومنح الثقة ..
يحتاج كثير الأعضاء خصوصاً ( الجدد ) إلى شيء من الدعم المعنوي لتنمية ما لديهم من مواهب وإخراج مكنوناتهم , ومن أعظم أنواع الدعم ؛ التشجيع ومنح الثقة لما يكتبون حتى وإن كان بسيطاً وسطحياً في نظرك , فهم لم يكتبوا إلا لأنهم يرون أن له قيمة , فبالتشجيع تنمي هذه المهارات , لا سيما إذا كان هذا التشجيع صادراً من الأعضاء المميزين في المنتدى أو من المشرفين , مع ما في هذا من ألفة وزرع للمودة , فالإنسان جبل على حب المديح والثناء.
النصيحة، النصيحة ...
لاشك أن النصيحة مطلب شرعي حث عليه الشارع , بل جعله النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
في قوله ( الدين النصيحة )
ولكن ينبغي أن تؤدى على وجهها الصحيح , وبالحكمة وألا تكون علنية وأمام الناس , ولعل من أفضل الأساليب في ذلك المراسلة بالبريد الخاص , فإن ذلك أدعى للقبول.